|
لايبزج حيث الخضرة والجمال |
تعتبر لايبزج من أهم واشهر مدن الشرق الألماني، تقع في ولاية سكسونيا المحاذية للجمهورية التشيكية، وتعتبر المنفذ التجاري بين شرق ووسط أوروبا. وتشتهر لايبزج كمدينة المعارض (لوجود أقدم معرض ألماني فيها)، كمدينة مطابع الكتب (لوجود بعض أهم المطابع القديمة فيها)، مدينة الجامعة (لوجود إحدى أقدم الجامعات الألمانية فيها)، لكن شهرتها كمدينة الثقافة والموسيقى فاقت ألقابها الأخرى لأن ريتشارد فاغنر وفيليكس مندلسون وروبرت شومان درسوا الموسيقى فيها، ولأن يوهان سيباستيان باخ عاش فيها 20 سنة وكتب في كنيستها أهم أعماله الموسيقية.
تقع مدينة لايبزج بين نهري بارتة وبلايسة. كانت مركز تجارة الفراء والبخور والعطور بين الشرق والغرب في الماضي، تحولت في العام الرابع من القرن الخامس عشر إلى مدينة جامعية (أقدم جامعات ألمانيا بعد كولون وهايدلبيرغ)، في القرن السادس عشر إلى مدينة معارض وإلى مدينة مطابع في القرن الثامن عشر. وتتخذ من لايبزج مقرا للعديد من دور الكتب الألمانية الهامة مثل «بيكر» و«بروكهاوس» و«ريكلام» ويقام فيها معرض دولي للكتب كل عام. عدا عن ذلك فإن لايبزج هي ثاني مدينة للبنوك والمصارف الأوروبية والدولية بعد فرانكفورت.
بدأت لايبزج من خلال بناء شارعين تجاريين مهمين قرب قلعة الملك كارل الأول في مطلع القرن الحادي عشر، وهما شارع «فيا ريجيا» (شارع الملوك حاليا) و«فياامبيري» (شارع الرايخ حاليا). تطورت البلدة بعد ذلك لتنتزع لقبها كمدينة على يد القيصر مكسميليان عام 1165. تحولت إلى مدينة غنية بعد اكتشاف الفضة في مناطقها الجبلية واصبحت مدينة المعارض بعد أن بنى القيصر مكسميليان الأول أول معرض تجاري فيها عام1497.
|
لايبزج العصرية |
أصبحت مدينة المطابع والجامعة والمسرح والموسيقى في القرن الثامن عشر وشهدت حربا طاحنة بين نابليون وخصومه الأوروبيين في نفس القرن(1813). حطم القصف الجوي المدينة خلال الحرب العالمية الثانية تماما، ثم أعيد بناؤها بالتدريج خلال فترة الحكم الشيوعي. ومن كنيسة نيكولاي اللايبزجية انطلقت أولى تظاهرات السلام التي تطالب بالديمقراطية وأدت لاحقا إلى سقوط نظام ايريش هونيكر.
وتعتبر المدينة القديمة في مركز لايبزج من أهم مراكز الجذب السياحي في ولاية سكسونيا، وخصوصا السوق القديمة التي شهدت أول المعارض التجارية قبل اكثر من خمسة قرون. ويحتل دار البلدية القديم منطقة شرق السوق، وهو بناء أثري من تصميم المهندس هيرونيموس عام 1556. وهنا، من على شرفة الدار، تعزف اوركسترا المدينة موسيقى باخ بعد أن تحول المبنى إلى متحف تاريخ لايبزج. ويجد السائح في شمال ساحة السوق الميزان القديم الضخم الذي كانت توزن به الأشياء التي ترد إلى المعرض.